المنتخبات

منتخب الأواسط يفشل في بلوغ نهائي `الكان` 3 أسباب قادت إلى توقف المسيرة

فشل المنتخب الوطني للأواسط في التأهل إلى الدور النهائي لكأس افريقيا حيث انقاد إلى هزيمة ثقيلة ضد نظيره السينغالي لتتوقف رحلة "نسور قرطاج" عند بوابة المربع الذهبي التي ساوت تحقيق الهدف الرئيسي وهو العبور إلى كأس العالم في انتظار اللقاء الترتيبي يوم السبت المقبل ضد المنتخب النيجيري حيث سيعمل الجيل الحالي على تحقيق انجاز أفضل من سابقه الذي حلّ في المركز الرابع في النسخة الفارطة بعد الخسارة ضد غامبيا بركلات الترجيح في لقاء تحديد صاحب المركز الثالث.

وكانت الفوارق كبيرة بين المنتخبين الوطني والسينغالي حيث لم ينجح زملاء محمد وائل الدربالي في مجاراة النسق ورموا المنديل منذ قبولهم الهدف الأول مبكرا ليتواصل الانهيار رغم محاولة المدرب عادل السليمي تعديل الأوتار لكن ردّة الفعل كانت ضعيفة ودون المأمول في مباراة حسمتها عديد العوامل وأبرزها الأخطاء الدفاعية وغياب المخالب الهجومية إذ كان قلب الهجوم جبريل عثمان في عزلة تامة كما أن عناصرنا الوطنية لم تنجح في تذليل الفارق على أقل تقدير رغم التغييرات الهجومية في الشوط الثاني ما يدل على أنها مرت بجانب الموضوع تماما.

1- أخطاء العادة

لم يتعظ المنتخب الوطني من سيناريو المباريات الفارطة حيث ارتكب أخطاء قاتلة دفع ثمنها باهظا، ولئن أسعفت مباراتا البينين وزامبيا المشاركة التونسية من خلال العبور إلى الدور الثاني ولعبت قوة الشخصية دورا كبيرا في تجاوز عقبة الكونغو وبالتالي قطع بطاقة في "المونديال" فإن الهفوات الفادحة كانت بمثابة الضربة القاضية ضد منافس لا يرحم ويعتبر المرشح الأول لحصد اللقب.

ولاح جليا غياب الحضور الذهني من جانب المنتخب الوطني بما أن الهفوات التي ارتكبها الدفاع التونسي كانت قاتلة ولا تغتفر ليتأكد من جديد أن العائق الابرز الذي يواجه" النسور" هو ضعف المنظومة الدفاعية رغم التعويل على أفضل العناصر في وسط الميدان.

وأعادت الهزيمة إلى الأذهان سيناريو النسخة الفارطة عندما انهزم زملاء شهاب العبيدي في الدور نصف النهائي ضد المنتخب الاوغندي بنتيجة 4-1 ليتكرر الانهيار ضد السينغال مع اختلاف الأسماء، ولم يشفع الانضباط التكتيكي الذي يميّز الكرة التونسية للمنتخب الوطني للعب الند للند ضد منتخبات القارة السمراء التي تعتمد بالأساس على القوة البدنية والمهارات الفردية العالية.

2- تغيير الرسم التكتيكي

اختار المدرب عادل السليمي تغيير الرسم التكتيكي من 4-3-3 إلى 3-4-3 معيدا سيناريو اللقاء الودي الأول ضد "أسود التيرنغا" والذي انتهى بالتعادل السلبي غير أن الاطار كان مختلفا تماما حيث فشل المنتخب الوطني في إعادة السيناريو خاصة وأن استهلال المقابلة كان سيئا للغاية كما أن تأمين خط الوسط لم يكن بالكيفية اللازمة في ظل الخصال الهجومية للظهير الأيسر ريان النصراوي ليتحمّل الخط الخلفي أعباء المقابلة ويرتبك لاعبوه أمام السيطرة المطلقة للمنتخب السينغالي.

وحاول المدرب عادل السليمي تعديل الأوتار في نهاية الشوط الاول من خلال العودة إلى الرسم القديم غير أن دار لقمان بقيت على حالها حيث كانت الفوارق جلية في غياب الآليات الهجومية الكفيلة بهزّ الشباك السينغالي باعتبار أن المنافس نجح في كبح جماح مفاتيح لعب المنتخب الوطني وخاصة محمد الضاوي الذي حاول صنع الفارق غير أنه افتقد التوفيق في الوقت الذي افتقد فيه شيم الجبالي خصال لاعب رواق.

3- غياب الانسجام

تميّز المنتخب السينغالي باللحمة الكبيرة بين لاعبيه حيث أظهر قوة جماعية دون طفرة النزعة الفردية رغم قيمة العناصر الموجودة على غرار القائد صامبا ديالو، وكان الانسجام واضحا بين "أسود التيرنغا" عكس المنتخب الوطني الذي افتقد آلياته المعتادة في ظل تغيير الرسم التكتيكي وكذلك عدم ظهور بعض اللاعبين بحقيقة مستواهم خاصة وأن سيناريو المقابلة أثّر على تركيزهم كثيرا.

ولئن حقق المنتخب الوطني الهدف المرسوم بصعوبة كبيرة، فإن المشاكل الفنية كانت ظاهرة للعيان والسبب الرئيسي يعود إلى ضعف التحضيرات حيث غاب الانسجام بين اللاعبين وكان الارتهان كبيرا للفرديات عكس الدورات الفارطة التي كان فيها الاداء الجماعي نقطة قوة المنتخب الوطني وهو عامل وجب تلافيه قبل المشاركة المونديالية من خلال إعداد العدّة وتسطير برنامج متكامل لتشريف الراية الوطنية وتلافي النقائص التي لاحت على الأراضي المصرية.